الاثنين، ١ ديسمبر ٢٠٠٨

حرب جاروا : الأهلى لعب ضد الطبيعة.. والجنرال جوزيه أفلت من الجنرال "صيف" بمساعدة الجنرال "توفيق"



يقول تاريخ الحروب فى العصر القديم والحديث أن جيوشاً عاتية وقادة عظماء سقطوا فى فخ الطبيعة رغم امتلاكهم لأقوى الجيوش فى العالم ولكن رغم قوة هذه الجيوش الكمى والكيفى إلا أنها لم تستطيع مواجهة الطبيعة وانهزمت دون أن تحارب بسبب عدو خفى هزم محاربين أشداء وخبراء محنكين كانابليون وهتلر كتبت نهايتهم على يد هذا العدو الخفى والذى أطلق عليه " جنرال شتاء" .


الجنرال شتاء


" الجنرال شتاء" درع روسيا الواقى الذي طالما مزق جيوش الغزاة وحمى روسيا بطريقة طبيعية وغير مكلفة، فحين قرر القائد الفرنسي نابليون غزو روسيا عام (1812) كان يملك أقوى وأفضل جيش في أوروبا ، وفي البداية اقتحم روسيا بسهولة كبيرة غير أن الروس استغلوا العمق الجغرافي لبلادهم فانسحبوا أمام الجيوش الفرنسية ولم يشتبكوا معها، وحين دخل نابليون موسكو لم يجد فيها إنساناً واحداً حيث انتقلت الحكومة والأهالي إلى سيبيريا الباردة فحبط وقرر العودة لفرنسا،غير أن الشتاء كان قد حل أثناء عودته وانخفضت درجة الحرارة إلى 40تحت الصفر فمات معظم جيشه من الجوع والبرد ، ومن أصل 600.000 رجل لم يخوضوا معركة حقيقية قضى زمهرير روسيا على 550.000 منهم وهي خسارة لم يستطع نابليون تعويضها أبداً وكانت سبباً في نهايته.

وفي سبتمبر 1941 كرر هتلر نفس الغلطة حين انقلب على روسيا وقرر غزوها واحتلال حقول النفط فيها فحتى ذلك التاريخ كانت ألمانيا تملك " أقوى جيش في العالم" نجح في احتلال روسيا بجيش قوامه ثلاثة ملايين رجل غير أن ستالين - الذي أدرك عجز روسيا عن مواجهة ألمانيا - قرر استغلال درع روسيا الواقى وانتظار فصل الشتاء، ورغم أن الألمان وصلوا إلى مشارف موسكو، ورغم أنهم حاصروا ستالينجراد لعشرة أشهر، إلا أن تشتتهم ومعاناتهم من الجوع والبرد حد من اندفاعهم نحو الشرق، وفي المقابل انتقل الروس المعتادون على البرد والزمهرير إلى خلف جبال الأورال الشرقية وحين حل فصل الشتاء القارس بدأ الروس هجوماً معاكساً مدعوماً بأسلحة حديثة وجنود من سيبيريا المثلجة وشيئاً فشيئاً بدأ الروس بتكبيد النازيين خسائر هائلة وقرروا مطاردتهم حتى برلين وكانت نهاية هتلر على يد الطبيعة وهزيمة الجيش النازى أقوى جيش فى العالم فى الحرب العالمية الثانية.

معركة جاروا وصراع الجنرالات


كانت هذه مقدمة مختصرة وتحليل من صفحات التاريخ للحرب التى شهدتها مدينة جاروا بين الأهلى والقطن الكاميرونى والتى كادت أن تطيح بالجنرال جوزيه الذى استعد لكل شىء فى المعركة إلا حر الكاميرون وارتفاع الحرارة بشكل كبير يوم المباراة وبدى البرتغالى مانويل جوزيه وكأنه يواجه " الجنرال صيف" الذى تحالف مع أرضية الميدان الغير ممهدة ضد الأهلى إلا أن التوفيق كان حليفاً للأهلى وجوزيه وجاء تدخل الجنرال " توفيق" فى الأوقات الصعبة ليهدى الجيش الأحمر نصراً عظيماً فى صراع الجنرلات.

الجنرال جوزيه قام بدهاء و حنكة باستغلال عامل المفاجأة كما اشرنا من قبل فى التقرير الذى حمل عنوانا ً
" قبل أن تقرع طبول الحرب : جوزيه وضع خطة حصد القطن بالقاهرة .. ومفاجأة الخطة عامل المفاجأة " وقاد جوزيه فريقه للهدف المنشود وهو إصابة مرمى المنافس بهدف مبكر إلا أن جوزيه لم يدرك أن كان يواجه ما يشبه حرب الأستنزاف طوال أحداث الشوط الأول وهو المستقتع الذى جره إليه " الجنرال صيف " واستغله مزارعى القطن خير استغلال وقاموا بشن هجمات عشوائية عقب إصابة مرمامهم بهدف عن طريق منصة الصواريخ المتحركة أحمد حسن وهو الهدف الذى جعل لاعبى القطن يلجئون إلى الهجوم على طريقة " حرب الشوارع" عقب أن أصبح الحل الوحيد لكى يفوزوا بالمعركة هو إحراز أربعة أهداف فكانت الحرب أشد ضراوة وأكثر عنفاً على المقاتلين الحمر .

حرب الشوارع


يقول التاريخ العسكرى أن حرب الشوارع هى أشد الحروب وأكثرها خطورة وقسوة على الجيوش النظامية مهما بلغت قوتها ومهما كانت عظمتها لأن الجيش النظامى فى حرب الشوارع يواجه اشباح مقاتلين يتبعون أسلوباً غير نمطياً فى الهجوم واعتمادهم الأول يكون على الأرتجال الذى قد يصل إلى حد العشوائية فى بعض الأحيان إلا أن هذه العشوائية تتسبب فى كثير من الأحيان فى تكبيد الجيش النظامى خسائر فادحة وهو ما لاقاه الجيش الأمريكى أحد أقوى جيوش العالم فى حرب فيتنام وواجه الأمر نفسه الدب الروسى فى حربه مع مقاتلى الشيشان الأشداء فى أوئل التسعينات ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا كانا يمتلكان أسطول من المعدات العسكرية والتعداد البشرى إلا أنهما واجها انتكاسات وفظائع على يد مقاتلى الشوارع .

كانت " حرب الشوارع" التى خاضها مزارعى القطن هى ثانى الصعاب التى واجها الأهلى خلال اللقاء بعد " الجنرال صيف " فحرب الشوارع التى أعلن عنها القطن على أرض جاروا كانت عباراة عن حرب بين جيش أحمر منظم يواجه مجموعة من المرتزقة والميلشيات لاتستطيع أن تواجههم بتنظيم لأنك لاتعلم خطة واضحة المعالم لهم بسبب اعتمادهم على الأرتجالية والعشوائية فى الأداء وهو مافعله القطن الذى هاجم بشراشة عندما أعطى له " الجنرال صيف" الأشارة فاستطاع إصابة مرمى الأهلى مرتين متتاليتين فى الوقت الذى ظهر فيه الأهلى منهك القوى وهو ما استشعره جميع المتابعين الذى شاهدوا غارات متتالية من الفريق الكاميرونى وسط إعلان غير رسمى بوقف إطلاق النار من جانب لاعبى الأهلى وجاء فى هذه اللحظات ضيف جديد على أرض المعركة ليتحالف مع الجيش الأحمر فى مواجهة الحرارة والرطوبة وإجهاد لاعبى الأهلى ألا وهو الجنرال " توفيق" .

النصر العظيم


وفى الوقت الذى بدأ فيه الجميع يحلم بإطلاق الحكم الجزائرى جمال حيمودى لأبواق إنتهاء المعركة فاجىء بركات الجميع بأختراق حصون الخصم فى عملية واسعة النطاق قام فيها بركات بالتوغل داخل مناطق الفريق الكاميرونى وحصل بركات على ضربة جزاء احتسابها الحكم العادل جمال حيمودى ليحرز القائد شادى محمد الهدف الثانى ويعلن أنتهاء الحرب رسمياً بأنتصار الأهلى وإستسلام مزارعى القطن وإنسحاب " الجنرال صيف " الذى دعم الفريق الكاميرونى خلال أحداث المباراة بلاحدود إلا أن تدخل " الجنرال توفيق " فى اللحظة المناسبة حول دفة المعركة وقلب الأمور رأساً على عقب وساعد الأهلى على التسجيل من فرصتين أو من أشباه فرصتين بالأدق لاحت للفريق الأحمر خلال زمن المباراة بالكامل ليساعد الجنرال توفيق الجنرال جوزيه وينقذه من مصير نابليون وهتلر .

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة 2008 - 2012© مدونة عـايـش مـن زمـان