الخميس، ٣٠ ديسمبر ٢٠١٠

حصاد السينما المصرية في عام مضى.. الاقل عدداً فى السنوات الاخيرة

حوالي 27 فيلما سينمائيا استقبلتهم دور العرض السينمائى فى عام 2010.. تسعة افلام ظهرت للنور فى سباق اول العام .. وعشرة افلام فى سباق الصيف .. وثمانية افلام فى سباق نهاية العام تحديدا في عيدى الفطر والاضحى .
وسيسجل التاريخ لهذا العام انه كان الاقل عدداً في السنوات العشر الاخيرة، ويكفى الاشارة الى ان عام 2007 شهد عرض نحو 39 فيلما جديدا بينما وصل عدد الافلام التى تم عرضها فى عام 2008 لنحو50 فيلما دفعة واحدة كما شهد العام الماضى 2009 عرض 45 فيلما جديدا .
وبحسبه بسيطه ندرك ان العام المنتهى يعد الاسوأ سينمائيا ليس على صعيد عدد الافلام التى تم عرضها فحسب بينما على صعيد الايرادات ايضا .
واليك عزيزى القارئ قائمة شاملة بكل الافلام التى تم عرضها فى العام المنتهى بتوقيتات عرضها والايرادات التى حققها كل فيلما منها .
وتتضمن حلقتنا هذه قائمة الافلام التى تم عرضها فى سباق اول العام تحديدا من شهر يناير حتى مطلع شهر مايو قبل انطلاق سباق الصيف، وعددها كما ذكرنا تسعة افلام . بالالوان الطبيعية بدأ السباق قبل اسبوع واحد من قدوم العام الجديد تحديدا يوم 24 ديسمبر 2009 وذلك بعرض فيلم "بالألوان الطبيعية" تأليف هاني فوزي وإخراج أسامة فوزي، وبطولة كريم قاسم ويسرا اللوزي وفرح يوسف، واثار هذه الفيلم ضجة واسعة مع بدأ عرضه، بسبب جرأة المشاهد التى تضمنها، واتهام صناعه بالتطاول على الذات الالهية، ورغم ذلك حق هذا الفيلم ايرادات جيدة الي حد ما قدرت باربعة ملايين ونصف المليون جنيه .
كلمنى شكرا وفى يوم 24 يناير افتتحت الموسم، رسميا بفيلم (كلمنى شكرا) لخالد يوسف وبطولة عمرو عبدالجليل وغادة عبدالرازق وشويكار وملكة جمال مصر السابقة حورية، وكالعادة تعرض خالد يوسف بسببه لهجوم عنيف بسبب مشاهد العرى والالفاظ الجريئة، وحقق ايرادات اجمالية قدرها 12 مليون ونصف المليون جنيه .
احاسيس تم طرحه دور العرض تحديدا فى يوم 27 يناير، واستقبلت دور العرض فيلم "احاسيس" للمخرج هاني جرجس فوزي، وكان بطولة ماريا وعلا غانم وراندا البحيري وباسم سمرة وأحمد عزمي، وحقق ايرادات اجمالية قدرها سبعة ملايين جنيه و324 ألف جنيه، وذلك في خمسة أسابيع.
رسائل بحر وفى مطلع شهر فبراير استقبلت دور العرض فيلم "رسائل بحر" تحت شعار للكبار فقط، الفيلم ذو طابع رومانسي، من تأليف واخراج داوود عبدالسيد، وانتاج الشركة العربية وبطولة بسمة واسر ياسين وحقق ايرادات اجمالية قدرها اربعة ملايين ونصف المليون جنيه، وهو رقم لا باس به خاصة وان قصته رومانسية وهو موضوع لا يجذب كثيرا الجماهير، غير ان نجومه ليسوا من نجوم الشباك بالمعني الشعبي.
عايشين اللحظة بعد تأجيلات عديدة استقبلت دور العرض فى يوم الاثنين الموافق 8 فبراير فيلم "عايشين اللحظة"، تأليف وإخراج ألفت عثمان وبطولة بشرى وراندا البحيرى وميار الغيطى وياسر فرج وإيناس النجار ومحمد البحيرى ورامى عادل والمطرب إيساف وحقق ايرادات قدرها مليون ونصف المليون جنيه فقط .
ولد وبنت وفى يوم 10 فبراير استقبلت السينمات فيلم "ولد وبنت"، تأليف علا عز الدين واخراج كريم العدل وبطولة وجوه جديدة، هم احمد داوود ومريم حسن واية حميدة، وتكون بعد عرض الفيلم جروب بالفيس بووك من مجموعة شباب ضد افيش الفيلم بعنوان لا للاباحية ورغم هذا لم يحقق سوى ايرادات اجمالية قدرها مليون و800 الف جنيه فقط .
عصافير النيل وفى منتصف شهر ابريل استقبلت دور العرض فيلم "عصافير النيل"، بطولة فتحي عبد الوهاب وعبير صبري ودلال عبد العزيز ومحمود الجندى، إخراج مجدي احمد على، والفيلم مأخوذ عن رواية الكاتب الكبير إبراهيم أصلان، وفشل فى تخطى حاجز الثلاثة ملايين جنيه .
هليوبوليس وقبل نهاية شهر ابريل استقبلت دور العرض فيلم "هلويوليس"، تأليف وإخراج احمد عبد الله وهو يمثل تجربته الاولى لي مجال الافلام الروائية الطويلة، بطولة خالد ابوالنجا ويسرا اللوزى وحنان مطاوع وهانى عادل والوجوه الجديدة محمد بريقع وعاطف يوسف وايه سليمان، وتم النزول به فى في شكل واسع في الكثير من دور العرض، وبلغ في بداية عرضه نحو 30 دار وقاعة عرض بالقاهرة والمحافظات المختلفة، وحقق الفيلم ايرادات اجمالية قدرها ثلاثة ملايين و800 الف جنيه.
تلك الايام مع بداية شهر مايو ووسط موسم الامتحانات، استقبلت دور العرض فيلم "تلك الايام" عن رواية الكاتب الكبير فتحى غانم سينارو وحوار علا عز الدين واحمد غانم واخراج احمد غانم، وبطولة محمود حميدة واحمد الفيشاوى، وتم عرضه بنحو 28 دار وقاعة عرض بالقاهرة وكافة المحافظات الاخرى، ولم تتخطى ايراداته حاجز المليونى جنيه.
وتوقفت دور العرض بعد هذا عن استقبال اى افلام جديدة لمدة اسبوعين تقريبا بسبب بدأ امتحانات نهاية العام بالمدارس والجامعات المختلفة وراح النجوم والمنتجين يستعدون لاستقبال سباق الصيف

الإعلام في 2010: السياسة تفوقت على المال.. مسلسل غلق القنوات بدء وشوبير الأكثر جدلاً(2)

يصعب علينا أن نصف عام 2010 بان كان عام سعيدا او حتى عادياً على الاعلام العربي والمصري بشكل عام، فالكثير من الاحداث تعاقبت وكان اغلبها ياتي ليغير الكثير من المعايير والبديهات التي كانت مسلمات في أعوام سابقة، سواء علي مستوي اشخاص أو وسائل وصحف وقنوات اعلامية، وذلك من منظور سياسي أو أمني أكثر ما هو منظور اعلامي أو حتى تجاري.
أبرز ما شهده العام المنصرم على المستوى العربي عدم إقرار وزراء الإعلام العرب لوثيقة تنظيم البث الفضائي التي وقفت وراء إعدادها وحاولت تمريرها مصر والسعودية لتقييد حرية الفضائيات العربية، وفي المقابل وقفت لهذه الوثيقة دول صغيرة الحجم "جغرافياً" كبيرة الحجم "إعلامياً" مثل قطر ولبنان.
وإزاء الهجوم الحاد من كاف الاعلاميين العرب مع اختلاف انتمائتهم السياسية، حتى الحكوميين منهم على هذه الوثيقة، اضطرت جامعة الدول العربية الى اعتبار هذه الوثيقة "استرشادية" فيما تم تكليف الأمين العامة للجامعة عمرو موسى بإجراء دراسة لإمكانية إنشاء مفوضية لتنظيم حرية التعبير، وسط مخاوف أن تكون المفوضية الوجه الأخر للوثيقة التي طالبت بفرض رقابة على عملية البث الفضائي.
في مصر تحديدا تم تطبيق بنود الوثيقة، بصورة او باخري على عشرات القنوات، واعتبرها وزير الإعلام أنس الفقي في اكثر من ترصيح له "إلزامية"، وإن تعامل معها بأساليب مختلفة وفق المواقف التي استلزمت التدخل لتأديب أو تخويف وسائل الإعلام المصرية.
لنبدا من أزمات الإعلام مع بداية العام بالترتيب والتي ستعيدنا مجددا لفرض بنود وثيقة البث الفضائي في وقت لاحق. بدأ العام بأزمة اغلاق فضائية مبكرة، لكنها كانت طوعية تماما ولم يتدخل فيها سياسات حكومية أو أمنية وإنما دفعت إليها سياسة تقشف صريحة أعلنتها شبكة قنوات روتانا التي يملكها الأمير الوليد بن طلال، وهي سياسة طالت كامل الكيان الإعلامي وليس القنوات فقط، في أول أيام العام 2010 تم تسريح عدد كبير من العاملين في شركة روتانا واغلاق عدد من مكاتبها في العواصم العربية.
وتلا ذلك الاستغناء عن عدد كبير من مطربي الشركة بينهم نجوم كبار، ثم الإعلان عن إغلاق قناتي "روتانا طرب" و"روتانا زمان" في إطار ما عرف بعملية "الهيكلة" استعدادا للشراكة مع عملاق الإعلام العالمي "نيوز كورب" في صفقة أثارت -ولازالت تثير- الكثير من المخاوف كون مالك الإمبراطورية الإعلامية العالمية روبرت مردوخ أحد الداعمين للكيان الصهيوني.
ومع بداية العام أيضا تفاقمت الأزمات داخل أروقة شبكة راديو وتلفزيون العرب art بدءا من الإستغناء عن العديد من الموظفين عقب بيع الشبكة حصتها في 6 قنوات رياضية من سبورت 1 إلى سبورت 6 مقابل 2 مليار و750 مليون دولار إلى قناة الجزيرة الرياضية، عندها اقام مئات المشتركين دعاوى قضائية ضد الشبكة مطالبين برد مستحقاتهم المالية للأشهر اللاحقة بعد انتقال البث إلى "الجزيرة".
أزمة "ِart" لم تقف عند هذا الحد بل ظهرت في فترة لاحقة الكثير من الأنباء والشائعات عن صراع داخلي كبير بين محيي وهديل ابني الشيخ صالح كامل مالك الشبكة حول الصلاحيات، وتردد أنه يجري العمل على بيع مكتبة الأفلام والبرامج وعدد من القنوات الترفيهية على غرار القنوات الرياضية، وكانت روتانا دائما المستفيد الأول الذي يشار إلى أنه ينتظر تلك الصفقة.
في منتصف شهر مارس الماضي تردد ان تعليمات أرسلت لإدارة نايل سات بإيقاف البث وقطع إشارة التردد عن قناة الساعة الليبية وهو ما حدث بالفعل، وقيل وقتها أن أحد أسباب قرار وقف البث يتمثل في برنامج "ساعة بساعة" لأنه دائم الخروج عن "النص" بما يضر بمصالح البلدين، بينما رد وزير الإعلام المصري أنس الفقي قائلا إن وقف القناة التي كانت تبث من مدينة الإنتاج الإعلامي شأن ليبي خالص وأنه لم يصدر من وزارة الإعلام أو المنطقة الحرة الإعلامية أية قرارات بوقف بث القناة.
بعدها ظهر الكاتب والبرلماني وقتها مصطفى بكري أحد المساهمين في القناة ليؤكد أن الأزمة في طريقها إلى الإنتهاء وأن القناة ستعود، لكنها لم تعد أبدا حتى الأن.
في مارس أيضا ظهرت بوادر عودة الإعلامي الكبير حمدي قنديل للشاشة الصغيرة من خلال حلقة من برنامج بعنوان "مع حمدي قنديل" على قناة دريم المصرية بعد اغلاق برامجه المتكرر بين قنوات "art" ثم التليفزيون المصري ثم دبي ثم "الليبية" التي انتهت جميعها بطلبات وقفه لأسباب سياسية، لكن برنامج قنديل لم يستمر أيضا ودخل الثلاجة إلى أجل غير مسمى.
ومجددا في مارس عادت قناة "مودرن مصر" للبث بعد توقف بخطة عمل جديدة ودورة برامجية طموحة ضمت العديد من البرامج المكلفة، لم تلبث أن توقفت من جديد بعد عدة أشهر ليتبقى لدى مودرن قناتها الرياضية التي تعد الأهم بين مثيلاتها المتخصصة.
في بداية عام 2010 شهدت علاقة الدكتور احمد بهجت بالحكومة المصرية حالة من التدهور الواضح، ربما كان السبب فيها جرأة عدد من البرامج التي تقدم على قناتيه والتي هاجمت أداء وتصرفات الحكومة بشدة خاصة "العاشرة مساءا" و"الحقيقة" و"الطبعة الأول"، وفي شهر مايو ظهرت أزمة داخلية كبيرة بين أحمد بهجت وبين الاعلامية مني الشاذلي مقدمة "العاشرة مساء" عندما شن مالك "دريم" هجوما حادا علي الشاذلى في قناة "المحور" الفضائية المنافسة خلال حوار له مع الإعلامي معتز الدمرداش في برنامج "90 دقيقة" بمناسبة عيد ميلاد الرئيس مبارك.
في برنامج لقناة "المحور" صب بهجت غضبه فجأة ودون سابق إنذار على برنامج قناته الأشهر "العاشرة مساء" ومقدمته ومخرجه مظهرا حالة من الغضب من طريقة ظهور مرشد الإخوان الجديد الدكتور محمد بديع في البرنامج وحالة الترويج الواضحة لشعار الجماعة ومبادئها، فيما كان مؤشرا إلى امكانية توقف البرنامج الذي لا يزال موقفه حتى الأن غامضا خاصة وأنه كان مرجحا توقفه مؤخرا بعد انقطاعه عن البث لفترة.
أما الإعلامي أحمد شوبير فكان الشخصية الإعلامية الأبرز طوال العام تقريبا بسبب مشكلاته المتفاقمة بدءا من القضايا المتبادلة بينه وبين المستشار مرتضى منصور وفضيحة التسجيل الهاتفي مع الصحفية المتدربة هبة غريب وصولا إلى وقف برنامجه على قناة الحياة وبرنامجه في الإذاعة المصرية وفقا لقرار من وزير الإعلام أنس الفقي في شهر فبراير ثم الإعلان عن تعاقده مع قناة "O TV" على برنامجين جديدين في أبريل هما "ستاد مصر" و"م الأخر" قبل أن يتوقف مجددا ليعاود التعاقد مع قناة مودرن كورة في شهر يوليو.

الإعلام فى 2010: إقصاء أديب وصادق وعيسى ودستوره.. وإغلاق 16 قناة فقط !!

رغم أن النصف الاول من العام شهد الكثير من الاحداث المؤسفة في مجال الاعلام، ولكن هذا لا يقارن بما حدث في النصف الثاني من العام، فالازمات عنوان عريض لما حدث، وكانت ازمات من النوع الذي يمكن ان نطلق عليها "كارثي" لانها أطاحت بقنوات وإعلاميين كبار من المشهد الاعلامي في وقت هام وتاريخى لمصر.
نبدأ بأحد أبرز الأحداث كونه كان مفاجأة غير متوقعة ففي نهاية شهر سبتمبر بات معلوما أن برنامج "التوك شو" الأقدم والأهم عربيا "القاهرة اليوم" لن يظهر مجددا لجمهوره وهم بالملايين رغم أنه يعرض عبر قناة مشفرة ويخاطب عادة صفوة القوم في كل المجالات ولكن مساحة انتشاره وصلت حتى للجمهور العادي، نظرا لارتفاع سقفه وجرأته المعتمدة على قدرات مقدمه الإعلامي عمرو أديب وفريق العمل فيه.
عمرو أديب لم يتحدث كثيرا عن توقف البرنامج رغم أنه في حلقات كثيرة له توقع توقف برنامج بطريقة ساخرة.. كعادته دائماً، لكن تصريحات مقتضبة نقلت عنه أكد فيها أنه لا يعلم موعد عودة ظهوره على الشاشة من جديد بعد توقف البرنامج بقرار من إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي مالكة الإستويدوهات التي يبث منها "القاهرة اليوم"، بزعم عدم سداد المستحقات المالية للمدينة، ووجود مديونيات على الشركة المالكة للمحطة التليفزيونية.
وأكد أديب لاحقا أن السبب الذي ادعته إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي لإيقاف برنامجه ليس السبب الحقيقي، وأن هناك أسبابا وصفها بأنها "سياسية" وراء القرار، خاصة وأن الشركة المالكة لبرنامجه عرضت سداد المستحقات المالية المتأخرة عليها، عقب قرار الإيقاف بساعات قليلة، إلا أن مدينة الإنتاج الإعلامي رفضت تقاضي مستحقاتها، رافضا أن يظهر ببرنامجه من خارج مصر.
ومع تطور الاحداث، تم تداول خبر في أوائل شهر أكتوبر يفيد بتعاقد عمرو أديب مع تليفزيون الحياة، وقيل وقتها أنه سيبدأ تقديم أول برامجه في يناير بعنوان "مصر البيت الكبير" لكن أديب نفسه عاد لينفي كل الأنباء مؤكدا أنه لن يعمل إلا في شبكة "أوربت" التي شهدت أول ظهور له كمقدم برامج.
وفي الأيام الأولى من أكتوبر قررت شركة "نايل سات" وقف بث قناة "البدر" بدعوى مخالفتها الضوابط والشروط المرخص لها بالعمل، فيما اعتبر عقابا لها على استضافة شيوخ وجهوا نقدا للكنيسة المصرية على خلفية طعن الرجل الثاني في الكنيسة الأنبا بيشوي في صحة القرآن الكريم، وما تلاه من انتقاد مجمع البحوث بالأزهر له.
في الشهر نفسه "أكتوبر" صدر قرار من التليفزيون المصري بإيقاف برنامج "ظلال وأضواء" الذي كان يقدمه الدكتور علاء صادق عقب ضجة كبرى أثارها في حلقة شهيرة طالب فيها وزير الدخلية حبيب العادلي بتقديم إعتذار عما حدث في مباراة الأهلي والترجي التونسي من تخاذل رجال الأمن في حماية رجل المطافئ الذي نال "علقة" ساخنة من جمهور الترجي على مرأى ومسمع كل مشاهدي المباراة.
هذا الشهر شهد حادثة اعلامية اخري، تجعل نطلق عليه ونحن مطمئنين شهر "مذبحة الاعلام"، حيث شهد سابقة اثارت ولاتزال حتى الآن تثير جدلا واسعا، حيث قررت إدارة القمر الصناعي "نايل سات" اغلاق 4 قنوات هي "الناس" و"الخليجية" و"الحافظ" و"الصحة والجمال" التي تعود ملكيتهم جميعا لشركة "البراهين" السعودية بدعوى مخالفة الشركة المالكة للقنوات شروط الترخيص الممنوح لها.
بعدها بأيام قليلة أعلن القمر الصناعي "نور سات" إغلاق قناة "الحكمة" الفضائية لأسباب تأخر مستحقات مالية تصل إلى 100 ألف دولار مديونية على القناة وهو قرار تزامن مع توقيع مذكرة تفاهم بين "نور سات" الأردني وبين "نايل سات" المصري.
وفي قرار مفاجيء يوم 12 أكتوبر أعلن وزير الإعلام أنس الفقي ايقاف بث 14 قناة فضائية دفعة واحدة وتوجيه إنذار لـ20 قناة أخرى تبث على القمر الصناعي "نايل سات" الذي أعلنت إدارته أن الوقف مؤقت لحين تصويب تلك القنوات لمسارها وتغيير رسالتها الإعلامية بما يحقق الالتزام بضوابط تعاقدها مع الشركة والتزامها التام بثوابت الأديان السماوية وعادات وتقاليد المجتمع المصري والعربي والتوقف عن إثارة النعرات الطائفية والحض على ازدراء الأديان، والتزامها بميثاق الشرف الصحفي والإعلامي.
والقنوات التي تم إيقافها بينها 4 قنوات تم إيقافها بسبب تعرضها للأديان السماوية والعقائد والترويج للدجل والشعوذة والخرافة وهم قناة "صفا" التابعة وقناة "آيات" وقناة "الأثر" وقناة "أهل البيت"، و4 قنوات تم إيقافهم بسبب الترويج لأساليب علاجية غير مصرح بها وللدجل والشعوذة ومنتجات طبية غير مصرح بها وهم قناة "مرح الخليج" وقناتي "ريحانة" و"الرقية" و4 قنوات أخرى تم إيقافها بسبب إباحية متجاوزة اجتماعيا هم قناة "إيميل وقناة "مرح تي في" وقناتي "لايف تي في" و"ستريك".
أما القنوات التي تم إنذارها فهي "الغير" و"صدى الإسلام" و"بداية" و"الفجر" و"المجد" و"قناة وصلة" و"الصوفية" و"الأنوار" و"القيثارة" و"مواهب" و"جوردون ميد" و"صمد" و"مرسال" و"سهم" و"الحقيقة" و"الإمارة" و"غنوة" و"الذهبية" و"حواس" و"هي تي في".
وبينما كانت "نايل سات" تعتمد منذ ظهورها على إتاحة الحرية كاملة للقنوات التي تحملها أقمارها فيما يخص المحتوى، إلا أن رئيسها الجديد اللواء أحمد أنيس كسر تلك القاعدة بوضوح تام، وهذا ما أكده رسميا في ندوة حول القنوات الدينية عقدت قبل أيام ضمن فعاليات مهرجان الإعلام العربي الـ16 والتي قال فيها إن "نايل سات" لم تقف مكتوفة الأيدي تجاه التجاوزات التي تقدمها الفضائيات المتعاقدة معها وأنها ستتدخل فورا لوقف الفضائيات المخالفة.
على الجانب الصحفي كانت ازمة إقالة ابراهيم عيسي من منصبه كرئيس لتحرير جريدة "الدستور" بعد اشهر قليلة من بيع الجريدة لرجل الاعمال ورئيس حزب الوفد السيد البدوي ورضا ادوارد واخرون، هذه الاقالة اثارت جدلاً كبير ونتج عنها حالة اعتصام من صحفي الجريدة تضامناً مع عيسي، ومازال هذا الاعتصام قائماً حتى يومنا هذا في نقابة الصحفيين.
التضييق علي ابراهيم عيسي، بدا إقالة من منصب في الدستور، عندما تم وقف برنامجه علي قناة "اون تي في" بصورة مفاجأة، ليكون عيسى أحد أبرز ضحايا العام جنبا إلى جنب مع عمرو أديب وعلاء صادق وأحمد شوبير مع اختلاف الطرق والأسباب.
وفيما يمكن اعتباره بارقة أمل وسط هذا الظلام الاعلامي، يعمل المنتج محمود بركة منذ فترة على اطلاق قناة جديدة تحمل اسم "البيت بيتك" وهو اسم برنامج التوك شو الابرز في التليفزيون المصري الذي استمر 5 سنوات متصلة بنجاح كبير قبل أن يقرر وزير الإعلام أنس الفقي نهاية يناير الماضي فسخ التعاقد مع الشركة المنتجة له "بركة ديزاين" واستبداله ببرنامج أخر مماثل تقريبا يحمل عنوانا جديدا هو "مصر النهاردة".
ولا يمكن اغفال كواليس توقف برنامج "البيت بيتك" الذي أثار نزاعا قضائيا بين منتجيه إيهاب طلعت ومحمود بركة علي العلامة التجارية والملكية الفكرية للبرنامج، لكن ربما يشهد 2011 اطلاق القناة الجديدة التي تعتمد على شهرة البرنامج لتحقيق النجاح.
ويترد حالياص ان الناشر هشام قاسم يستعد لاطلاق جريدته في وقت مبكر من 2012، وهو ما يخطط له ايضا ابراهيم عيسي، وخلال 2010 انتهى رجل الاعمال وعضو الحزب الوطني محمد ابوالعنين من تجهيز كافة تفاصيل قناته الجديدة، الذي لم يستقر علي اسمها بعد وان كان متوقع ان يكون " بلدنا" او"الشمس" او "كليوباترا" في الاشهر الاولي من العام الجديد، وهناك تفكير جدي من رجل تنظيم الحزب الوطني احمد عز لافتتاح مجموعة قنوات اعلامية جديدة، تكون لسان حال انجازات الحزب الوطني.

جميع الحقوق محفوظة 2008 - 2012© مدونة عـايـش مـن زمـان