الأربعاء، ٢٦ أغسطس ٢٠٠٩

هرمون "اكسيتوسين" يمنع الخلافات الزوجية

"لا شجار بعد اليوم"، بشرى سارة لكل المتزوجين يحملها هرمون "اكسيتوسين"، ويرجع الفضل فى هذا إلى الباحثة الأمريكية بيت ديتزن التى توصلت إلى أن شم كمية قليلة من هذا الهرمون الذى يؤدى إلى استرخاء النساء أثناء الولادة والرضاعة الطبيعية يساعد فى تقليل التوتر لدى النساء والرجال.ويشير الدكتور محمد حسن المساح، استشارى الطب النفسى، إلى أن الاندفاع وراء الغضب وزيادة التوتر إحساس داخلى ينتاب كلا من الطرفين، ويسبب شدا عضليا فى جميع أنحاء الجسد، وبعد ذلك يتم هبوط مستوى هذا الهرمون فى الدم ويتم إفراز هرمون الأكسيتوسين، وكذلك هرمونات الإندورفينز. ووجود هرمون الأدرينالين بكثرة فى الدم أثناء عملية الشجار بين الزوجين يحفز طاقات العدوان فى المخ لهذا يشعر الطرفان بالراحة والهدوء بعد المشاجرة.ويشير الدكتور المساح، إلى أن هذه العملية قد لا تتم بصورة آلية، فقد تتأخر عملية إفراز الهرمونات عقب الشجار، وبالتالى يظل الطرفان فى حالة انفعال وخروج عن طبيعتهم فى التعامل، ولذلك فإن التعديل السلوكى الذى قد يتم عن طريق الطبيب النفسى فى العيادات المتخصصة بالعلاج النفسى السلوكى والعلاج النفسى الإدراكى، هو الحل الأمثل لنوبات الغضب والانفعال الزائد عن الحد، فذلك قد يفيد ما إذا كان أحد الزوجين عصبى المزاج، لأنه سوف يأخذ أولا علاجات طبية دوائية تنظم إفرازات المخ وتثبت المزاج المتقلب، وكذلك علاج سلوكى إدراكى من خلال الجلسات النفسية الفردية مع الطبيب أو من خلال تلقى علاج جماعى مع حالات مشابهة تعانى من نفس الاضطراب.ويوضح د. المساح أن العصبية وحدة المزاج ترجع إلى أحد هذه العوامل، إما أنها موروثة من أحد الأبوين أو الأقارب، وبهذا تكون لها تاريخ وراثى فى الأسرة، أو ترجع إلى ظروف حياتية مهنية أو أسرية أو مادية معينة، أو تكون بسبب مرض اضطراب فى الشخصية الانفجارية، وهى التى تتسم بزيادة الانفعال عند أتفه الأسباب وحساسية شديدة تجاه المشاكل أو المواجهات، وقد تتسبب هذه الشخصية فى مشاكل عديدة للمحيطين تصل إلى درجة المساءلات القانونية والعاهات المستديمة.وبشكل عام فإن الخلافات بين الزوجين يحكمها دائما قدرة كل من الطرفين على التفاهم والتسامح والهدوء الداخلى والتعقل، فكلما زادت هذه الصفات فى كل من الطرفين فإن عدم الميل إلى الشجار يكون أقوى، وإذا تم الشجار بالفعل فإنه يكون من السهل احتواؤه وتراجعه دون الوصول إلى حالات التجريح أو الإهانة التى قد لا ينساها الطرفان.وينصح الدكتور المساح على ضرورة أن يعمد الطرفان فى حالة الشجار على محاولة فهم الآخر مبدئيا، ثم يعمل على عدم إنكار حق الآخر فى التعبير عن غضبه أو انفعاله، وكذلك العمل على تأجيل الرد لبعض الوقت أو لليوم التالى، حتى يتم التفكير فى طلب الطرف الآخر المنفعل إلى أن يهدأ ويكون مهيئا للتفاهم، وفى خطوة أخيرة شديدة الأهمية لابد من احترام الآخر وتقديره واحترام الإطار الذى سوف يتحرك فيه الطرف الآخر

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة 2008 - 2012© مدونة عـايـش مـن زمـان