الأحد، ١٦ أغسطس ٢٠٠٩

صدمة فى الجزائر بعد رحيل ملك الأغنية الشاوية المطرب "علي ناصري"

تفاعل الشارع الجزائري بكثير من الألم مع رحيل ملك الأغنية الشاوية هناك المطرب "علي ناصري" (1963 – 2009) المعروف باسم "كاتشو" (46 سنة) الذي توفي إثر حادث مرور أليم بمحافظة باتنة (430 كلم شرق الجزائر)، وترك الراحل بصماته بوضوح خلال مسيرة 22 سنة من الغناء، وسعى في أيامه الأخيرة بجد للإنجاز أوبيرات حول الرمز الثوري الجزائري "مصطفى بن بولعيد" إلاّ أنّ القضاء لم يمهله.وبدت الصدمة مضاعفة وشديدة على الجزائريين لا سيما الشارع الفني، حيث صُعق كثيرون وشكّكوا في وفاة كاتشو، وأعلنت حالة من الحداد وسط عشاق زعيم الغناء الشاوي الذي تفنن على مدار عقدين في أداء أغاني التراث الشاوي الأصيل باللغة العربية، مثلما كانت له صولات وجولات في أغاني وطنية ودينية ناجحة، ما جعله يُحظى بشعبية كبيرة، وحتى أولئك الذين لم يتتبعوا المسار الحافل لكاتشو فُجعوا في رحيله المأساوي، وأجمع الكل على الخصال الحميدة للفقيد، الذي غُرف بين الجميع برقته ووفائه ودماثة أخلاقه وكرمه وتواضعه وتعلقه الشديد بوطنه الجزائر.وبعين دامعة وقلب مكلوم، تحدث الفنان الرقيق "حسان دادي" رفيق درب المرحوم، عن مشوار كاتشو الذي افتتحه سنة 1987، حينما اختار إسما فنيا مستنبطا من الثورة الجزائرية، حيث كان الثوار يختبئون في مكان يسمى "الكاشو"، ما جعل الفقيد يفضل هذا الاسم تكريما لذاكرة الشهداء الجزائريين. بدوره أشاد كل من "عيسى براهيمي" أحد أعمدة الأغنية الشاوية في الجزائر بمسار الراحل الذي غنى للوطن الجريح، مثلما غنى للأطفال المحرومين والبؤساء، عبر مجموعة واسعة من أغانيه، أبرزها "حزني على بلادي"، "نوارة"، "بلادي حبك في دمي"، "أحنا شاوية" وغيرهما، فيما ركّز الموسيقار الجزائري البارز "جمال بافدال" باللمسات التي أضافها المرحوم بشكل طوّر كثيرا في تراث الأغنية الشاوية وموسيقاها، في حين حيت المطربة الجزائرية المغتربة "نادية بارود"، نبل الراحل ورهافة إحساسه ورقيه الكبير إنسانيا وفنيا، علما أنّ كاتشو أدى فريضة الحج العام 2005، وجنح بعدها إلى التقليل بشكل كبير من نشاطه الفني.ويعدّ كاتشو الفنان الجزائري الثالث الذي يهلك في حادث سيارة، بعد كل من المطربين الشعبيين الراحلين "كمال مسعودي" و"إلياس السطايفي"، وقضى كاتشو حينما كان عائدا من مدينة عين التوتة التابعة لمحافظة باتنة رفقة أحد العاملين لديه على متن سيارته الخاصة من نوع (رونو سينيك)، أين فوجئ المرحوم بشاحنة مقطورة بأحد المنعرجات لتصطدم بها سيارته، ورغم فقدانه ساقيه في الحادث، إلاّ أنّ الأمل ظل قائما في إنقاذ حياة كاتشو، لكن الفنان الأصيل لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى عين التوتة، قبل أن يوارى جثمانه الثرى، الخميس، في جنازة حاشدة عجز فيها كثيرون عن كبح دموعهم حزنا على فراق كاتشو الذي ترك ورائه مجدا سيخلده في ذاكرة الطرب الجزائري، علما أنّ الفقيد ترك أرملة وثلاثة يتامى "ولدين وبنت".

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة 2008 - 2012© مدونة عـايـش مـن زمـان