الأربعاء، ٥ أغسطس ٢٠٠٩

فيلم أمريكي يسىء للرئيس انور السادات يعرض في مصر



عرضت قناة فضائية مصرية فى احد برنامجها لقطة من فيلم كوميدي أمريكي بعنوان I love you man بطولة باول رود والفيلم يسئ للرئيس السادات إساءة متعمدة ومقصودة حيث يحمل "كلب البطل" اسم الرئيس المصري أنور السادات.

والغريب في الأمر أنه تم عرض الفيلم في مصر بعد حذف المشهد الخاص بالكلب، وعرضت القناة المشهد وفيه يأتي بطل الفيلم باول رود وهو يمسك بكلبه ويسأله صديقه عن اسمه، فيقول له اسميته: أنور السادات، فيسأله صديقه: هل اسميته السادات لأنك معجب بالرئيس المصري أنور السادات، فيرد عليه: لا ولكن لأنه يشبهه تماماً، وتركز الكاميرا على وجه الكلب ثم على صورة للرئيس السادات في مجلة التايم.

استضاف البرنامج الناقد طارق الشناوي، الذي قال أن الفيلم أساء إساءة بالغة للرئيس السادات، وأنه أساء أكثر إلى الرئيس الراحل بعرضه في مصر بغض النظر عن حذف اللقطة لأنه لا ينتقد رئيس جمهورية ولكن يسبه ويهينه، وأنا استغرب لأن الرئيس السادات محبوب جداً في أمريكا، فهناك تعمد للإساءة للرئيس والمخرج يركز الكاميرا على الكلب وصورة السادات، والقانون في العالم كله يجرم الشتم والسب، فالنقد مسموح به وليس الشتائم والإهانة.

أضاف الشناوي: الأغرب أن يتم عرض الفيلم في مصر، ولا تتدخل الحكومة المصرية أو وزارة الخارجية فأنور السادات يمثل مصر فهو رمز لدولتنا حتى لو اختلف البعض معه، ولكن على الدولة أن تتخذ موقفاً حازما تجاه هذا الفيلم.

عبر الهاتف تحدث الكاتب والسيناريست بلال فضل وقال: شاهدت جزء من الفيلم وأنا في الطائرة ولكني لم أركز في مشاهده ولم أعرف أنه يهين السادات، ولو عرض فيلم مصري أو إيراني فيه اسم كلب يحمل اسم رئيس أمريكي فلن تصمت أمريكا، واللقطة تجاوز خطير، ورغم أني معارض لسياسات الرئيس السادات، فإننى أرى أن هذه اللقطة تمثل إهانة لمصر لأن تشبيه شخص بكلب معناه أنه حقير ووضيع، ورغم أن أمريكا تفضل الكلاب ويعتبرونه صديق ومن ضمن أفراد العائلة والأسرة، ولكنهم لم يقصدوا في الفيلم أن السادات صديق، بل تعمد صناع الفيلم أهانته حينما قال الممثل أنه يشبهه في الشكل.

تحدث الفنان عادل إمام عبر الهاتف أيضا حول هذا المشهد وقال ضاحكاً: أنتم صنعتم "دوشة" بهذا المشهد، ولكن الأمريكان عندهم السخرية لاذعة حتى إنهم يسخرون من الآلهة، والأمريكان يرون أن الكلب صديق للأسرة، ورأيى أننا لا "نكبر" الموضوع، وطبعاً أنا معكم أنها وقاحة أمريكية، ولكن لا داعي لأن ننظر للموضوع بشكل أكبر من حجمه ولا داعي للرد على أمريكا في هذا الشأن، فأنا أرى أنه علينا تجاهلهم وعدم الرد لأن هذا شيء طبيعي في ثقافتهم فهم معتادين على الحرية.

عبر الهاتف أيضاً تحدث محمد عصمت السادات، ابن شقيق الرئيس السادات، وقال: نحن اعتدنا على إهانة الرموز المصرية، والسادات تاريخ ورمز لمصر، والسادات نجح في مبادرته في الوصول للسلام، هذا الرجل العظيم الذي صنع ما لم يستطع أحد من صنعه وهو السلام، أما هذا الفيلم فلا قيمة له ولن يهين هذا الرجل العظيم، فلابد للخارجية المصرية أن يكون لها موقف، ومنظمات المجتمع المدني لابد أن تتدخل والحكومة المصرية عليها الرد على هذه الإهانة.

تحدث السفير حسام زكي عبر الهاتف وقال: نعم شاهدت المشهد وهو شيء مؤسف وتحت مستوى الفن، وهذا ليس فنا بل شيء مؤسف جداً أن يخرج فيلم يتضمن مثل هذه العبارات أمر غريب جداً ونحن جميعاً نعلم مقدار الرئيس السادات وقيمته في العالم كله، وكل المشاهدين يعرفون أنه لا سلطة للولايات المتحدة على صناعة السينما، والطبيعي الذي يمكن أن يحدث من واقع التجربة والممارسة السابقة أن الدور الأساسي يكون للمجتمع المادي لكن هذا أيضاً يحتاج إلى توعية لأن كاتب السيناريو إما جاهل أو متعمد لهذه الإساءة والإهانة ولابد أن يحدث عملية "تقليب" عليه لأن السادات يحظى بتقدير كبير حتى في أمريكا للأسباب التاريخية المعروفة، وبالتالي من الضروري أن يعتذر منتج الفيلم عن هذا الأمر وألا تمر المسألة مرور الكرام لكن بشكل واعي وأسلوب حضاري.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة 2008 - 2012© مدونة عـايـش مـن زمـان