الخميس، ٣٠ ديسمبر ٢٠١٠

الإعلام في 2010: السياسة تفوقت على المال.. مسلسل غلق القنوات بدء وشوبير الأكثر جدلاً(2)

يصعب علينا أن نصف عام 2010 بان كان عام سعيدا او حتى عادياً على الاعلام العربي والمصري بشكل عام، فالكثير من الاحداث تعاقبت وكان اغلبها ياتي ليغير الكثير من المعايير والبديهات التي كانت مسلمات في أعوام سابقة، سواء علي مستوي اشخاص أو وسائل وصحف وقنوات اعلامية، وذلك من منظور سياسي أو أمني أكثر ما هو منظور اعلامي أو حتى تجاري.
أبرز ما شهده العام المنصرم على المستوى العربي عدم إقرار وزراء الإعلام العرب لوثيقة تنظيم البث الفضائي التي وقفت وراء إعدادها وحاولت تمريرها مصر والسعودية لتقييد حرية الفضائيات العربية، وفي المقابل وقفت لهذه الوثيقة دول صغيرة الحجم "جغرافياً" كبيرة الحجم "إعلامياً" مثل قطر ولبنان.
وإزاء الهجوم الحاد من كاف الاعلاميين العرب مع اختلاف انتمائتهم السياسية، حتى الحكوميين منهم على هذه الوثيقة، اضطرت جامعة الدول العربية الى اعتبار هذه الوثيقة "استرشادية" فيما تم تكليف الأمين العامة للجامعة عمرو موسى بإجراء دراسة لإمكانية إنشاء مفوضية لتنظيم حرية التعبير، وسط مخاوف أن تكون المفوضية الوجه الأخر للوثيقة التي طالبت بفرض رقابة على عملية البث الفضائي.
في مصر تحديدا تم تطبيق بنود الوثيقة، بصورة او باخري على عشرات القنوات، واعتبرها وزير الإعلام أنس الفقي في اكثر من ترصيح له "إلزامية"، وإن تعامل معها بأساليب مختلفة وفق المواقف التي استلزمت التدخل لتأديب أو تخويف وسائل الإعلام المصرية.
لنبدا من أزمات الإعلام مع بداية العام بالترتيب والتي ستعيدنا مجددا لفرض بنود وثيقة البث الفضائي في وقت لاحق. بدأ العام بأزمة اغلاق فضائية مبكرة، لكنها كانت طوعية تماما ولم يتدخل فيها سياسات حكومية أو أمنية وإنما دفعت إليها سياسة تقشف صريحة أعلنتها شبكة قنوات روتانا التي يملكها الأمير الوليد بن طلال، وهي سياسة طالت كامل الكيان الإعلامي وليس القنوات فقط، في أول أيام العام 2010 تم تسريح عدد كبير من العاملين في شركة روتانا واغلاق عدد من مكاتبها في العواصم العربية.
وتلا ذلك الاستغناء عن عدد كبير من مطربي الشركة بينهم نجوم كبار، ثم الإعلان عن إغلاق قناتي "روتانا طرب" و"روتانا زمان" في إطار ما عرف بعملية "الهيكلة" استعدادا للشراكة مع عملاق الإعلام العالمي "نيوز كورب" في صفقة أثارت -ولازالت تثير- الكثير من المخاوف كون مالك الإمبراطورية الإعلامية العالمية روبرت مردوخ أحد الداعمين للكيان الصهيوني.
ومع بداية العام أيضا تفاقمت الأزمات داخل أروقة شبكة راديو وتلفزيون العرب art بدءا من الإستغناء عن العديد من الموظفين عقب بيع الشبكة حصتها في 6 قنوات رياضية من سبورت 1 إلى سبورت 6 مقابل 2 مليار و750 مليون دولار إلى قناة الجزيرة الرياضية، عندها اقام مئات المشتركين دعاوى قضائية ضد الشبكة مطالبين برد مستحقاتهم المالية للأشهر اللاحقة بعد انتقال البث إلى "الجزيرة".
أزمة "ِart" لم تقف عند هذا الحد بل ظهرت في فترة لاحقة الكثير من الأنباء والشائعات عن صراع داخلي كبير بين محيي وهديل ابني الشيخ صالح كامل مالك الشبكة حول الصلاحيات، وتردد أنه يجري العمل على بيع مكتبة الأفلام والبرامج وعدد من القنوات الترفيهية على غرار القنوات الرياضية، وكانت روتانا دائما المستفيد الأول الذي يشار إلى أنه ينتظر تلك الصفقة.
في منتصف شهر مارس الماضي تردد ان تعليمات أرسلت لإدارة نايل سات بإيقاف البث وقطع إشارة التردد عن قناة الساعة الليبية وهو ما حدث بالفعل، وقيل وقتها أن أحد أسباب قرار وقف البث يتمثل في برنامج "ساعة بساعة" لأنه دائم الخروج عن "النص" بما يضر بمصالح البلدين، بينما رد وزير الإعلام المصري أنس الفقي قائلا إن وقف القناة التي كانت تبث من مدينة الإنتاج الإعلامي شأن ليبي خالص وأنه لم يصدر من وزارة الإعلام أو المنطقة الحرة الإعلامية أية قرارات بوقف بث القناة.
بعدها ظهر الكاتب والبرلماني وقتها مصطفى بكري أحد المساهمين في القناة ليؤكد أن الأزمة في طريقها إلى الإنتهاء وأن القناة ستعود، لكنها لم تعد أبدا حتى الأن.
في مارس أيضا ظهرت بوادر عودة الإعلامي الكبير حمدي قنديل للشاشة الصغيرة من خلال حلقة من برنامج بعنوان "مع حمدي قنديل" على قناة دريم المصرية بعد اغلاق برامجه المتكرر بين قنوات "art" ثم التليفزيون المصري ثم دبي ثم "الليبية" التي انتهت جميعها بطلبات وقفه لأسباب سياسية، لكن برنامج قنديل لم يستمر أيضا ودخل الثلاجة إلى أجل غير مسمى.
ومجددا في مارس عادت قناة "مودرن مصر" للبث بعد توقف بخطة عمل جديدة ودورة برامجية طموحة ضمت العديد من البرامج المكلفة، لم تلبث أن توقفت من جديد بعد عدة أشهر ليتبقى لدى مودرن قناتها الرياضية التي تعد الأهم بين مثيلاتها المتخصصة.
في بداية عام 2010 شهدت علاقة الدكتور احمد بهجت بالحكومة المصرية حالة من التدهور الواضح، ربما كان السبب فيها جرأة عدد من البرامج التي تقدم على قناتيه والتي هاجمت أداء وتصرفات الحكومة بشدة خاصة "العاشرة مساءا" و"الحقيقة" و"الطبعة الأول"، وفي شهر مايو ظهرت أزمة داخلية كبيرة بين أحمد بهجت وبين الاعلامية مني الشاذلي مقدمة "العاشرة مساء" عندما شن مالك "دريم" هجوما حادا علي الشاذلى في قناة "المحور" الفضائية المنافسة خلال حوار له مع الإعلامي معتز الدمرداش في برنامج "90 دقيقة" بمناسبة عيد ميلاد الرئيس مبارك.
في برنامج لقناة "المحور" صب بهجت غضبه فجأة ودون سابق إنذار على برنامج قناته الأشهر "العاشرة مساء" ومقدمته ومخرجه مظهرا حالة من الغضب من طريقة ظهور مرشد الإخوان الجديد الدكتور محمد بديع في البرنامج وحالة الترويج الواضحة لشعار الجماعة ومبادئها، فيما كان مؤشرا إلى امكانية توقف البرنامج الذي لا يزال موقفه حتى الأن غامضا خاصة وأنه كان مرجحا توقفه مؤخرا بعد انقطاعه عن البث لفترة.
أما الإعلامي أحمد شوبير فكان الشخصية الإعلامية الأبرز طوال العام تقريبا بسبب مشكلاته المتفاقمة بدءا من القضايا المتبادلة بينه وبين المستشار مرتضى منصور وفضيحة التسجيل الهاتفي مع الصحفية المتدربة هبة غريب وصولا إلى وقف برنامجه على قناة الحياة وبرنامجه في الإذاعة المصرية وفقا لقرار من وزير الإعلام أنس الفقي في شهر فبراير ثم الإعلان عن تعاقده مع قناة "O TV" على برنامجين جديدين في أبريل هما "ستاد مصر" و"م الأخر" قبل أن يتوقف مجددا ليعاود التعاقد مع قناة مودرن كورة في شهر يوليو.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة 2008 - 2012© مدونة عـايـش مـن زمـان